عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَة فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ».
وعن أبي سعيدٍ الْخُدْريِّ قال: «قلنا يا رسولَ اللّه، هذا السلامُ عليكَ فكيفَ نُصلِّي؟ قال: قولوا اللهمَّ صلِّ على محمدٍ عبدِكَ ورسولك كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وباركْ على محمد وآل محمد كما باركتَ على إبراهيمَ وآل إبراهيم.
وعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوَسٍ عَنِ النَّبِـــــيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : «إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ، قَالَ: ))إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَل قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِـــــيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ. (( كثير من الناس : يظن أن الشفاعة هي بسبب اتصال روح الشافع بروح المشفوع له ويقولون : من كان أكثر صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كان أحق بالشفاعة من غيره. وكذلك من كان أحسن ظناً بشخص، وأكثر تعظيماً له: كان أحق بشفاعته.
وهذا من الخطأ
بل هذا هو قول المشركين الذين قالوا: نتولى الملائكة ليشفعوا لنا. يظنون أن من أحب أحداً ـ من الملائكة والأنبياء والصالحين وتولاه ـ كان ذلك سبباً لشفاعته له. وليس الأمر كذلك.
بل الشفاعة : سببها توحيد الله، وإخلاص الدين والعبادة بجميع أنواعها له، فكل من كان أعظم إخلاصاً كان أحق بالشفاعة، كما أنه أحق بسائر أنواع الرحمة. فإن الشفاعة: من الله مبدؤها، وعلى الله تمامها، فلا يشفع أحد إلا بإذنه، وهو الذي يأذن للشافع، وهو الذي يقبل شفاعته في المشفوع له.
وإنما الشفاعة سبب من الأسباب التي بها يرحم الله من يرحم من عباده. وأحق الناس برحمته: هم أهل التوحيد والاخلاص له، فكل من كان أكمل في تحقيق إخلاص «لا إله إلا الله» علماً وعقيدة، وعملاً وبراءة، وموالاة ومعاداة: كان أحق بالرحمة.
وبناءا على ذلك فإن الشفاعة تكون بإذن الله عز وجل وليس هي بسبب التعلق بالنبي صلوات الله وسلامه عليه ومن يعتقد انه يدخل الجنة فقط لأنه يصلى على النبي بلسانه فقد اخطأ ولو كان يحب النبي فالمحبة تكون بالاتباع له فيما قال وفعل وليس قولا فقط فالدين قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالاركان .
وعن كيفية الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالسر ام بالجهر ؟
الصلاة عليه هي دعاء من الأدعية، كما علم النبـي صلى الله عليه وسلم أمته حين قالوا: قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك فقال: «قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» رواه البخاري ومسلم
والسنة في الدعاء كله المخافتة، إلا أن يكون هناك سبب يشرع له الجهر قالى تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [الأعراف: 7] وقال تعالى عن زكريا: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } مريم :3
وقال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَْصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الْغَـا;فِلِينَ } الأعراف: 205
وفي الصحيحين : أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا معه في سفر، فجعلوا يرفعون أصواتهم فقال النبـي صلى الله عليه وسلم : «أيها الناس أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائياً، وإنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وهذا الذي ذكرناه في الصلاة عليه والدعاء، مما اتفق عليه العلماء، فكلهم يأمرون العبد إذ دعا أن يصلي على النبـي صلى الله عليه وسلم كما يدعو، لا يرفع صوته بالصلاة عليه أكثر من الدعاء، سواء كان في صلاة، كالصلاة التامة، وصلاة الجنازة، أو كان خارج الصلاة، حتى عقيب التلبية فإنه يرفع صوته بالتلبية، ثم عقيب ذلك يصلي على النبـي صلى الله عليه وسلم، ويدعو سراً
وكذلك لو اقتصر على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة مثل أن يذكر فيصلي عليه، فإنه لم يستحب أحد من أهل العلم رفع الصوت بذلك
وأما رفع الصوت بالصلاة الذي يفعله بعض المؤذنين في الجمع، فهذا مكروه أو محرم، باتفاق الأمة
ولا يعني هذا التقليل من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد الكثير من الاحاديث في فضل الصلاة عليه ذكرت بعضها آنفا ولكن هناك مواضع مخصصة لها كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية الصلاة عليه فيها
الصلاة على النبي في التشهد والصلاة عليه بعد الاذان والصلاة عليه قبل وبعد الدعاء وكلما ذكر الانسان بينه وبين نفسه وكلما ذكر عليه اسم النبي صلى الله عليه وسلم
فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة أمرنا به الله تبارك وتعالى وبدأ بنفسه فقال تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
ولذا فان الأصل في العبادات ابتغاء وجه الله بها و السر بها مالم يكن قد ورد ما يدعو إلى الجهرهو الأصل
يسلمو على الموضوع الجميل بارك الله بيج