منذ بعث الله سبحانه وتعالى محمد{صلى الله عليه وسلم} بن عبد الله نبيا ورسولا للناس كافة,وهو يعمل بلا كلل أو ملل من اجل تبيليغ رساله ربه, ينشر دعوته التى اخرجت للناس من الظلمات الى النور , ومن الضلال الى الهدى ,ولم يكن الطريق مفروشا بالورود.أبدا ,ولا كان خاليا من العقبات,والمتعاب والالالم,ولم يكن الناس خاصة قريش يستقبلون دعوه الرسول الى العبادة لله الواحد ,ونبذ عبادة الاصنام بالرفض , وانما كانوه يعاندون ,ويجاهرون بهذا العناد,وكانوا يعادون رسول الله , ويعلنون على الملاء هذا العداء,وكانوا يؤذون رسول الله ,ويعلنون هذا الايذاء,وكانوا يطاردون المسلمين,ويتلذذون بهذه المطارده,ثم يدخلون فى مواجهة مع رسول الله والمسلمين,ينتج عنها شهداء من الجانب الاسلامى,وقتلى من الجانب الاخر,وتشريد اسر . وضياع أموال , وتصفية لوجود مجتمعات بالكامل ,وترحيلها الى ديار غير الديار,وكان هذا ايذانا بالتغير الشامل فى كل مناحى الحياة,بداء بالعقيدة, وانتهاء حتى بالخطوه يخطوها الانسان,ولا فى الجزيرة العربية وحسب ولكن فى العالم كله.بداء الرسول الدعوة وحيدا,ليس معه غير ربه {سبحانه وتعالى}يناصره ,ويرعاه,ويؤيده بالجيل الاول من المؤمنين,ذالك الجيل الرائع من امثال {أبى بكر وعمر ,وعثمان وعلى وخديجة {ام المؤمنين}رضى الله عنهم جميعا ,وبلال الحبشى, وياسروسمية,وابنهما عمار ,وصهيب الرومى,وسلمان الفارسى,وبداء الرسول {عليه الصلاه والسلام} الغرس الصالح فى مكة يواجه جبابرة الزمان.وصناديد الكفر من امثال {أبى جهل ,وابى لهب وغيرهما من اعداء النور والحق ,يواجه هؤلاء الطغاة وحده يصر على رعاية الغرس فيرويه من عرقه ودمه وصبره وكفاحه وحلمه,ويفلح الغرس بأمر الله سبحانه وتعالى , وتمتد جذوره وتذهب بعيدا بعيدا,ثم يصلب عوده,ويفرع فى المدينة ويكون له أغصان وأوراق وظلال ,ثم ثمار . هى من ابداع المبدع جل جلاله,هى نصر من الله وفتح مبين,هى دخول الناس فى دين الله أفوجا وليس كما يدعى الحاقدين على الاسلام والمسلمين انه جاء بى {السيف} هى تسبيح من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , واستغفار لربه على ما منحه من فضل , وما أسبغ عليه من جود بزوال دولة الكفر وميلاد دولة الايمان ,دولة {الاسلام} دولة التوحيد والحب والالفة والحق والعدل والسلام,وكان صلح الحديبية حدثا جليلا فى حياة الدعوة, من يراه بعين بصيرته ,وينفذ الى أعماقه بعقله, ويدرك ان الشرك فى طريقه الى النهاية, وان الحياة الدينية الجديدة تفرض وجودها ,وتتشكل تبعا لذلك الحياة الاجتماعية ,والسياسية,والاقتصادية , والعسكرية.ثم يتوج صلح الحديبية فى معناه القريب بفتح {مكة} وفى معناه البعيد بهزيمة هوازن وثقيف , وفرض الهدوء ,يشمل الجزيرة التى تتفرغ فى ظل النظام الجديد للدعوة وما تشتمل عليه من معان,وقيم ومبادىء,ومثل ,هى قوام حياة الانسان فى كل زمان ,وكل مكان,ولا يكون بعد هذا الفتح العظيم الا بعض جيوب هنا , وبعض جيوب هناك,لم تعد هناك قوة فى الجزيرة تستطيع ان تواجه {محمد عليه الصلاه والسلام}وعم السلام واتاح هذا السلام الفرصة للعقل يعمل ,وأعد رسول الله {صلى الله عليه وسلم } جيشه وذهب الى تبوك فألقى الله الرعب فى قلوب أعدائه من الروم فلم يخرج منهم واحد لمواجهته, وكانت الحملة رسالة قوية الدلالة فهمها العرب فى الشام, والعراق,والبحرين,واليمن, ومن بقوا على فكرهم داخل الجزيرة{الروم كانت قوى عظما جيوشها تقارب المئتان الف والمسلمون عشرة الالف}وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صادقة أهل الشام من الملوك ورؤساء القبائل ,والعشائر وتحالفوا معه سواء من اسلم أو من بقى على نصرانيته,وقد فقدوا جميعا الثقة فى حليفهم القديم {الروم} ثم كان أن دانت الجزيرة كلها من أقص الشمال فى الشام وأقصى الشرق فى البحرين والعراق ,وأقصى الجنوب فى اليمن , واقصى الغرب حتى سواحل البحر .اذا أخذ ما تبقى من قبائل لم تسلم توفد وفودها للقاء محمد{ صلى الله عليه وسلم} فور عودته من تبوك وتبايع بلاسلام ,وكانت مظاهر لم ير التاريخ لها مثيلا ,والمدينة تستقبل وفود العرب للنبيى{عليه افضل الصلاه والسلام }من {ثقيف} ومن {تميم}ومن {طيىء} ومن البحرين وحضرموت,وقبائل {الأزد } ومراد وهمدان وبنى سعد وبنى عامر , ومن كل مكان ,بعض هذه القبائل جاء الى الرسول {محمد} صلى الله عليه وسلم ,وهى تغرق فى بحار من الندم لانها تأخرت فى قبول الدعوة,وبعضها جاء بدافع المصلحة وحماية النفس والمال وبقبول الدعوة, لكنهم ما يكادون يصلون الى المدينة ,وتحتويهم روحانياتها,ويلقون رسول الله عليه الصلاه والسلام ,حتى تتلاش المصلحة الخاصة ودوافعها, ويعودوا وقد نذروا أنفسهم للجهاد فى سبيل الله ,ثم يكون وقعهم أشد على الكفار من أى شى اخر,وسوف نتناول فى الحلقات القادمه لو احيانى الله سبحانه وتعالى جانبا من الوفود وخصوصا من جاء الى النبيى {صلى الله عليه وسلم} فور عودته من تبوك يحدوهم الامل فى ان يقبلهم رسول الله {صلى الله عليه وسلم}مؤمنين ,موحدين , مجاهدين فى سبيل الله راجين أن يكفر الله بهذا العمل عما بدر منهم فى أيام سابقى من عداء للاسلام والمسلمين,وما كان منهم من تاخير فى قبول الدعوة . وهذه الوفود كلها تمثل جانبا خصيبا من جوانب الدعوة,تناولتها كتب السيرة باسلوب علمى مقتضب ,وقد يجد بعض الشباب بعض العسر فى الوصول الى فلسفتها التى بنت عليها ذهابها الى المدينة ومبايعة نبيى الاسلام {محمد} عليه الصلاة والسلام }ولقد حاولت قدر الطاقة تجلية هذه الوفود التى وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عودته من تبوك وبيان فلسفتها التى قامت على اقتنتاعها, او اقتنناعها الذى قام على فلسفتها فى قبول الاسلام بطريقة .وأسلوب , وصيغة فنية , الوفود التى جائت اول وفد هو وفد { الثقيف}فى الرساله الاخرى بأذن الله تعالى وسوف اسردها واحده واحد أنشاء الله فى مقطتفات من الرسائل وسوف اسردها بى اجاز شديد جدا وبسيط حتى يستطيع اى اخ ان يفهمها بأذن الله والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته {الدعاء الله يهديكم } وصلى اللهم على محمد وعلى اهله وصحبه وسلم . واخر دعوتنا ان الحمد لله رب العالمين ,
دمتم بخيررررر
منقوووووووول